متظاهرون بريطانيون مناهضون للتطعيم في لندن أمس الأول. (وكالات)
متظاهرون بريطانيون مناهضون للتطعيم في لندن أمس الأول. (وكالات)




هل يتمسك البريطانيون بالكمامة في قطارات مترو لندن ؟ (وكالات)
هل يتمسك البريطانيون بالكمامة في قطارات مترو لندن ؟ (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
أقل من 7 أيام تفصل البريطانيين عن «الحرية» من كوفيد-19، التي ظلوا يحلمون بها. وانشقوا فريقاً للتنديد بتطاولها. لكن يبدو أن ثمن «الحرية» لن يكون برداً وسلاماً على الشعب البريطاني. فقد أضحت الأرقام على أرض الواقع مثيرة لقلق رئيس الوزراء بوريس جونسون، ووزير صحته ساجد جاويد، ووزيره لشؤون التطعيم ناظم زهاوي. وبدأ جونسون، الذي اعتبر إعادة الحرية إلى الشعب البريطاني مهمة مقدسة بالنسبة إليه، ودليلاً على نجاح حزب المحافظين الذي يتزعمه في تخليص البلاد من الوباء الذي اجتاح العالم في جميع بقاعه؛ بدأ يتراجع عن بعض وعود الحرية. فقد حذر أمس (الإثنين) من مغبة تخلي الشعب عن ارتداء الكمامات؛ وهي التي ظل يتغنى منذ أشهر بأن نهاية إلزامية ارتدائها ستكون اعتباراً من 19 يوليو الجاري. وذكر استطلاع أجرته جامعة ساوث بانك في لندن أمس أن 50% من البريطانيين يرغبون في بقاء القيود الوقائية. وقال 25% منهم إنهم سيظلون يتفادون الأماكن العامة، وأقر شخص من بين كل خمسة بريطانيين بأنه يشعر بالهلع من فكرة إزالة القيود، وقال 55% من البالغين إنهم يشعرون بالقلق من لقاء بعضهم بعضاً بعد إزالة القيود الصحية الأسبوع القادم.

وسجلت بريطانيا 31772 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بزيادة نسبتها 27.3% عن الأسبوع الماضي. وكان عدد الإصابات الجديدة الأحد 24647 حالة جديدة. وأضحى معدل الإصابة راهناً 298 بين كل 100 ألف شخص. وبلغ عدد وفيات بريطانيا الأسبوع الماضي بالوباء 203 وفيات، بعد قيد 26 وفاة الأحد، وهي زيادة نسبتها 66.4% عن الأسبوع السابق.


واضطر جونسون إلى التخلي أمس عن اندفاعه صوب «يوم الحرية» ليبلغ شعبه بأنه يتوقع منهم الإبقاء على كماماتهم في الأماكن المغلقة، كمحلات السوبرماركت، والقطارات، بعد رفع القيود الوقائية في 19 الجاري. لكنه تمسك، في مؤتمره الصحفي في دواننغ ستريت (مقر رئاسة الحكومة)، بالمضي قدماً في إلغاء القوانين الخاصة بمكافحة كوفيد-19 في الموعد المحدد لذلك. لكنه قال إن خطة استعادة الحرية يجب أن تأتي مصحوبة بتحذير. وأضاف أنه لا مناص من استمرار ارتفاع الإصابات الجديدة، مع تخفيف القيود الصحية. وتمسكت مسؤولة الصحة في إنجلترا الدكتورة سوزان هوبكنز بأنه يتعين الاستمرار في العمل من المنازل، والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي بعد 19 الجاري. وأصر جونسون على أن التطعيم باللقاحات المناوئة للوباء كسر السلسلة الواصلة بين الإصابات الجديدة والتنويم في المشافي. لكنه قال إن الوباء العالمي لم يندحر بعد. ولوحظ أن جونسون تخلى في مؤتمره الصحفي أمس عن زعمه السابق أن رفع القيود الصحية الوبائية «أمر لا تمكن العودة عنه». وذلك بعدما حذر كبار علماء حكومته من أن التخلي عن التدابير الوقائية قد يؤدي إلى كارثة صحية، وقد تجد الحكومة نفسها مضطرة إلى إعادة فرض تلك الإجراءات.

ولم يتراجع جونسون وحده عن المناداة بإبقاء الكمامات. فقد قال وزير شؤون التطعيم واللقاحات ناظم زهاوي أمس إنه يتوقع أن يواصل الناس ارتداءها داخل الأماكن المغلقة، متمسكاً أيضاً بأن ترتيبات «يوم الحرية» ماضية بسحب ما هو مقرر لها. وقال وزير الصحة ساجد جاويد، في مقابلة نشرتها «ديلي تلغراف»، إنه سيكون ضرباً من عدم المسؤولية إذا تخلى الناس عن كماماتهم في الأماكن المزدحمة. وزاد: إذا فعل شخص ذلك فهو إذن غير مسؤول. إنه لا يقوم بالدور المطلوب منه باعتباره مواطناً مسؤولاً.

حذر عمدة لندن صادق خان، ومانشستر أندي بيرنام أمس من أن «يوم الحرية» قد يتحول إلى «يوم رعب». وطالبا بأن يظل ارتداء الكمامة ملزماً بقانون. وتعهد عمدة لندن بإلزام جميع ركاب قطارات لندن وحافلاتها وقطارات المترو بارتداء الكمامات. وأشار استطلاع للرأي أجرته جامعة ساوث بانك (الضفة الجنوبية لنهر التيمس) إلى أن شخصاً من بين كل خمسة بريطانيين يشعر بالرعب من اقتراب موعد إسقاط التدابير الاحترازية لمكافحة كوفيد-19 في 19 الجاري. وقال كثيرون إنهم يخشون أن تفقد الحكومة السيطرة على الوباء بعد إزالة تلك التدابير. وأكد 25% ممن تم استطلاع آرائهم أنهم سيظلون يتجنبون الأماكن المزدحمة بالناس. وذكرت منظمات خيرية تعنى بالصحة العقلية أنها تلقت طلبات فوق طاقتها لتوفير استشارات لأشخاص يشعرون بالفزع من التحلل من قيود كوفيد-19.

الغالبية تتمسك بالكمامة وتفادي «الزحام»